الذكاء الصناعي في التصميم الجرافيكي

الذكاء الصناعي في التصميم الجرافيكي

أشعل الذكاء الصناعي بقدومه ثورة معلوماتية وتكنولوجية عظيمة، امتد أثرها ليطال جوانب عديدة في حياتنا، من ضمنها عالم التصميم الجرافيكي، ليحدث بتفاصيله المبهرة نقلة نوعية بما يحمله من أفكار مبدعة وآفاق مختلفة وحلول عديدة يطرحها في وقت وجيز وجهد يسير، وذلك ما استغله مصممو الجرافيك عندما قاموا باستكشاف تطبيقات الذكاء الصناعي وعملوا على تنفيذ منتجات أكثر ابتكارًا وروعة بوقت وجهد أقل.
في هذا المقال، سنتحدث عن بصمات الذكاء الصناعي في عالم التصميم الجرافيكي، وكيف سخّره المصممون لتغيير طريقة التصميم وتطويرها.

 

رحلة الابتكار مع الذكاء الصناعي

لعل أضخم ما وفرته أدوات الذكاء الصناعي هو تحليلها لكميات هائلة من البيانات في مجالات عديدة، وإتاحة النتائج خلال وقت قياسي، ما قدّم للمصممين مداخل وحلول متنوعة سهلت الطريق نحو إبداع جديد ومختلف، لذا وبغض النظر عن إمكانية أو قدرة بعض المصممين على تخليق أفكار إبداعية، فقد أصبح بإمكانهم الآن التماس طرف الخيط من بيانات الذكاء الصناعي وأدواته لبدء عمل فني مبتكر، فيه من الجمال والمفاهيم ما يبرز مقدار التميز الذي أوجدته التكنولوجيا بعد اتحادها مع قدرات البشر وإمكانياتهم.

 

التصميم بخطوات أسهل

أصبح بإمكان المصممين تقديم حلول استثنائية في وقت أسرع، بدلًا من قضاء ساعات طويلة في البحث والاستكشاف والمقارنة بين النتائج قبل البدء الفعلي بعملية التصميم، وهو ما منحهم الجهد والوقت للتركيز على مهامهم الاستراتيجية التي تكمل عمل الذكاء الصناعي ليغدو مثاليًا، إذ يقدم لهم الذكاء الصناعي تحليلًا مفصلًا لطلبات العميل، ويقترح بعدها عددًا من الحلول ويقارن فيما بينها ليخرج بأفضل التوصيات التي تتماشى مع ما يتطلع إليه بالضبط.

 

كفاءة وإنتاجية أفضل

حقق الاعتماد على الأنظمة الآلية العاملة في تطبيقات الذكاء الصناعي كفاءة أكبر وإنتاجية أكثر وضوحًا فيما يتعلق بمخرجات تصميم الجرافيك، إذ تقوم هذه الأنظمة ببعض الأعمال بدلًا من المصمم؛ لتمنحه وقتًا إضافيًا للتركيز على الجزء الإبداعي والمهام الأكثر تعقيدًا، وأن يستغل ما لديه من خبرة لتنظيم الأمر كله، كما تعمل الأنظمة الآلية على إنجاز الأمور الروتينية المتكررة؛ مثل تدقيق النصوص أو تغيير حجم الصور أو تخليق نماذج عديدة للفكرة المطلوبة.

 

التصميم ممكن للجميع

الأمر حقيقي بالفعل! إذ تمنح أدوات الذكاء الصناعي جميع الأفراد إمكانية الاستفادة من كم البيانات الضخم لديها والحلول الناتجة عن تحليلها لإنتاج تصاميم جميلة؛ مثل تصميم لوجو بفكرة معينة أو الاستهلام من بعض الأفكار لأجل تصميم موقع إلكتروني، بل وأصبح باستطاعة أبسط مصممي الجرافيك إنشاء تصاميم احترافية والتعبير عن إبداعهم وذكائهم البشري باستعمال الذكاء الصناعي، وبذلك قدمت هذه التكنولوجيا معروفًا لا يمكن إنكاره في عالم التصميم، خاصة بعد أن كان من الصعب تقديم مثل هذه المنتجات ومثل هذه الكفاءة والإنتاجية بمبلغ زهيد، أو بوقت وجهد بسيطين، أو بأدوات وتقنيات في متناول الجميع.

 

مصمم الجرافيك والذكاء الصناعي: رفاق عالم التصميم

بعيدًا عن الصراع القائم حاليًا على المقارنة ما بين مصممي الجرافيك والذكاء الصناعي، وما إذا كان الأخير سيستبدل البشر ويحل محلهم فعلًا في عالم التصميم، فإن الأمر في الحقيقة هو شراكة قوية تجمع بينهم، وتحالف يمثل بوجوده شركة تصميم مميزة بحلول استثنائية، وقريبًا لن يكون لهم غنى عن بعضهم البعض لإتمام منتجات تتسم بالاحترافية والإبداع والدلالات المثيرة للاهتمام، إذ يقدم الذكاء الصناعي تحليله السريع المجدي، ويتابع المصمم بلمساته المليئة بالمعاني والمعنويات والخبرة البشرية سير العمل بشكل متكامل.

لأجل ذلك، فمن حسن التدبير للمصممين بمختلف مستوياتهم مواكبة الذكاء الصناعي واحتراف أدواته وتطبيقاته، والتكيف مع وجوده وقدراته باعتباره باب إبداع حديث في مجال الجرافيك، يحمل معه امتيازات لا يمكن تجاهلها، ويساهم في تبسيط الكثير من أعمالهم الروتينية وتوفير وقتهم وجهودهم، كما عليهم استغلال ما لديه من نقاط قوة وتغطية ما لديه من نقاط ضعف، لدفع عجلة التصميم نحو عصر جديد مليء بالإمكانات اللامحدودة والأفكار المبتكرة.

 

الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الذكاء الصناعي والتصميم الجرافيكي:

 

-هل علي الإشارة لاستعمالي أدوات الذكاء الصناعي في الأعمال الفنية التي أنتجها بمساعدته؟

الأمر أن تطبيقات وأدوات الذكاء الصناعي ما زالت محدودة إلى حد كبير في مجال التصميم، ولا يمكن القول أنها تصمم أعمالًا بالكامل دون مساعدة المصمم، فهي لم تصل بتطورها وبرمجتها للحد الذي يجعلها تنتج أعمالًا مثالية ومناسبة تمامًا للتفاصيل المطلوبة من قبل العملاء، كما أن التحكم بجزيئات العمل فيها ما زال مقيدًا، لذا لا يمكن القول أن الذكاء الصناعي قد أنشأ العمل الفني بالفعل، ولا يمكن القول أيضًا أن المصممين قد دمجوا شخصياتهم وخبراتهم حرفيًا في العمل المنجز عن طريق الذكاء الصناعي، رغم أن الأعمال نظريًا قد تم إنشاؤها على أيديهم.

 

-هل سيحل الذكاء الصناعي محل المصممين؟

ليس ذلك ممكنًا، إذ أن دور الذكاء الصناعي في التصميم محصور في جوانب معينة، وغالبًا ما تتضمن الأعمال التي تتطلب تحليلًا للبيانات أو تخليق عدة نماذج وأنماط في وقت قصير، إلا أن دور المصمم يتجاوز ذلك ليضم جوانب أكثر شمولًا وإنسانية، حيث يقدم الأفكار الفريدة ويمزج العواطف والآراء في عمله ليصبح أكثر قربًا وفهمًا لما يبحث عنه العملاء بالضبط، لأجل ذلك فإن الشراكة ما بين الذكاء الصناعي والمصمم هو أدق ما يمكن وصفه للعلاقة ما بينهم، وأنسب ما يمكن عمله لإنجاز أعمال أكثر إبداعًا وابتكارًا خلال فترة وجيزة.

 

-كيف بالإمكان استغلال الذكاء الصناعي بأفضل شكل؟

ثمة مجموعة من النقاط التي يمكن أخذها بعين الاعتبار لتحقيق الاستفادة القصوى من تطبيقات الذكاء الصناعي، وهي كالآتي:

انتبه لحقيقة أن الذكاء الصناعي مجرد أداة: وليس بديلًا على الإطلاق لدور المصمم، صحيح أن ما يولده من تصاميم مبهر ومبتكر للغاية، إلا أنه أداة تكميلية تعزز إلهام المصمم وكفاءته وما لديه من خيارات.

إدراك حدود الذكاء الصناعي: بمعرفة أن قدرة الذكاء الصناعي محدودة فيما يتعلق ببعض المجالات المهمة في التصميم؛ مثل التحكم والتخصيص، وأن نقاط قوته عمومًا ترتكز على المهام الروتينية أو التحليلية؛ مثل إضافة تعديلات للتصميم، أو جمع بيانات محددة من مجموعة بيانات هائلة.

مزج القدرة على الحكم مع إبداع المصمم: وذلك حين يبدأ المصمم عمله الجديد من مخرجات الذكاء الصناعي والنماذج التي يقدمها، ويقوم بعدها بتحسينها وتجميلها بلمسة بشرية مليئة بالمعاني والدلالات، ليصبح بين يديه قطعة فنية كاملة التفاصيل.

تابع آخر التطورات: إذ أن التعديلات والتطور الذي يطرأ على الذكاء الصناعي يزيد يومًا بعد يوم، ومواكبته وفهمه تزيد من وعي المصمم تجاه هذه التطبيقات وتمنحه أفضلية استعمالها مبكرًا، واستغلالها بما ينقل تصاميمه لمستوى جديد مختلف.


Logo wow fadeInDown

لديك مشروع؟ تواصل معنا

whatsapp